دردشة فوق النيل: يوم بئيس
الأحد 30 يونيو 2019 - 12:56كان اليوم التاسع من زمن النسخة 32 لكأس إفريقيا للأمم 2019، يوما بئيسا في محتواه وفي حصاده الرقمي، يوما مخيبا للإنتظارات، بخاصة وأن هذا اليوم حمل في طياته مباراة بدت على الورق قمة كروية كبيرة، وقد وضعت في المواجهة المنتخبين الكامروني حامل اللقب ومنتخب النجوم السود لغانا.
ليس القصد أن المباريات الثلاث التي جرت يوم السبت خلت كلها من الأهداف وقد ضربها إعصار الأصفار، ولكن القصد أن هذه المباريات مجتمعة كانت فقيرة على مستوى المنتوج الفني والتكتيكي، فلا اللاعبون كسروا الطوق وأهدونا من متخيلهم الفني ما يرتفع بالذوق ويلبي الغايات، ولا المدربون نجحوا في تحرير لاعبيهم من القيود التكتيكية التي فرضها عليهم التشكيل الموغل ليس في الدفاعية كنهج ولكن في الإحتراز المبالغ فيه.
مجمل القول أن صورة قاتمة خيمت على المونديال الإفريقي، لتطرح سؤالا جوهريا حول طبيعة الفلسفات أو المقاربات التكتيكية التي تتبناها المنتخبات الإفريقية، وجلها لها أصل أوروبي، هل عند تنزيلها تأخذ بعين الإعتبار الخصوصيات التقنية والملكات الرائعة للاعب الإفريقي.
فلو نحن تجاوزنا عن منتخبات البنين وغينيا الإستوائية وموريتانيا وأنغولا، فلا نستطيع أن نجد سببا لهذا الإحتباس التقني الذي ضرب نجوم الكامرون وغانا، فحولهم إلى أشباح فوق الميدان وأفقدهم كل قدرة على تقديم أنفسهم بالشكل الذي عرفناهم عليه، وفي ذلك نطرح قضية من يأتون لتأطير المنتخبات الإفريقية، بأي شكل يتم انتقاؤهم وعلى أي قاعدة تقنية يتم اختيارهم وما هي مشاريع اللعب التي يقترحونها ليربحوا المناقصة؟
في مصر وبخلاف ما كان في آخر دورتين لكاس إفريقيا للأمم بالغابون وغينيا الإستوائية، يجد نجوم الكرة الإفريقية ملاعب من الطراز الرفيع ومرافق تفوق بكثير من حيث الجودة ما كانوا يجدونه، حتى أن المقارنة تصبح ظالمة لهول الفوارق، إلا أن ذلك كله لم يشفع لكثير من المنتخبات الكبيرة والمحسوبة على السواعد الكبرى للكرة الإفريقية، بتقديم مستويات ترفع من شأن "الكان"، وتعزز قيمته التسويقية كثاني أفضل المسابقات القارية بعد كأس أوروبا للأمم، والسبب بحسب رأيي في هذا الإنطفاء الذي نتمنى أن يكون مؤقتا، هو عينة المدربين المحليين والأجانب الذين يأتون لأول مرة إلى كأس إفريقيا للأمم، وهم بحاجة لأن يتعلموا ويفهموا خصوصيات "الكان" وتضاريس الكرة الإفريقية، أكثر ما هم قادرون على تقديم الإضافة المرجوة من أول لمسة.