المغرب ـ ناميبيا: الأسود في بداية المشوار بملعب السلام
الأحد 23 يونيو 2019 - 09:57طار الناميبيون بأفراح ولا في حسبانهم عندما كانوا خارج النهائيات على بعد أقل من دقيقة من مباراة الموزمبيق وغينيا بيساو، إذ بخسارتهم أمام زامبيا بحصة صاعقة، كانوا قد أنزلوا السلاح لأنهم كانوا ينتظرون تعادل أو فوز غينيا الإستوائية بالموزمبيق، والحالة أن المباراة كانت تسير نحو فوز الموزمبيق بهدفين لواحد، إلا أن معجزة الكرة غيرت واقع إستسلام ناميبيا إلى متأهل رسمي في دقيقة الهدية الكبرى لغينيا الإستوائية عندما سجلت هدف التعادل وغيرت النقطة مصير ناميبيا.
الكان .. الحدوثة
حدوثة ولا في الحسبان وقعت للمنتخب الناميبي عندما كان في طريق الإقصاء بعيد هزيمته الساحقة أمام زامبيا في آخر جولات المجموعة التي ضمت غينيا بيساو وناميبيا وزامبيا والموزمبيق ، ذلك أن المنتخب الناميبي لن ينسى ليلة 23 مارس 2019 بزامبيا، إذ برغم الهزيمة الثقيلة التي مني بها بزامبيا ( 4 – 1 ) والتي كان مؤداها الإقصاء المباشر، يأتي الخبر المفاجئ من الموزمبيق عندما كان الأخير متفوقا على غينيا الاستبوائية بهدفين لواحد، إذ في هذه اللحظة بالذات، كان ناميبيا خارج سياق التأهل، لكن المعجزة حصلت في الوقت بدل الضائع عندما تمكن غينيا الإستوائية من إدراك التعادل في الوقت بدل الضائع، وهو التعادل الذي قلب أوضاع المجموعة وتأهل ناميبيا بفضل هدية غينيا الاستوائية في واحدة من معجزات الكرة، ونام النامبيون وقتها على أحلام لن تنسى في ثالث حضور تاريخي لهم في النهائيات.
بعد عشر سنوات
من 2008 إلى اليوم، تكون ناميبيا قد تاهت عبر الإقصاءات الأولية لتجدد العهد بالحضور الثالث لها تاريخيا بعد أول ظهور عام 1998، ثم 2008 وإلى 2019 بمعجزة لا تصدق. صحيح أن المعجزة عادة ما تكون لها أحداث أخرى ومن يدري سيما وأن ناميبيا ستدخل رهان الكان أمام أقوى منتخبات القارة، وسترسل كل الاسلحة من أجل حجز بطاقة التأهل لأول مرة في التاريخ لو عبرت المجموعة الحديدية التي تضم كلا من المغرب وجنوب إفريقيا والكوت ديفوار. طبعا يبقى هذا الهدف هو الإتجاه الذي يرسمه المدرب ريكاردو مانيتي عندما يقول «هدفي هو لا يجب انتظار عشر سنوات أخرى من أجل الحضور في نهائيات أخرى، وما حققناه يعتبر إنجازا مثيرا من خلال عمل قائم منذ 2013 إلى اليوم ، أي منذ حضوري وقتها الى اليوم اشتغلت مع هذا الجيل الذي يشكل 70 بالمائة من النواة الاصلية أو المجموعة . ومن جهة أخرى، ولو أن ناميبيا تتغدى بطموحات سامية خلال السنوات القادمة، فكأس إفريقيا 2019 تبدو أمامها معقدة مع منتخبات كبيرة كلها في موازين القوى، ومجرد أن تنال ولو نقطة سيكون ذلك بمثابة انجاز. ولذلك وخلال المسابقتين الماضيتين كسبت ناميبيا فقط تعادلين مع هزيمتين، وتبحث بمصر عن أول فوز تاريخي .
مواجهة ثالثة بسؤال الحذر
هو ثالث نزال بين الأسود وناميبيا في تاريخ المواجهات، إذ بعد الخماسية التي تلقاها المحاربون الشجعان عام 2008 بغانا في أول مواجهة أمام الأسود وبمنتخب مغربي كان موضوعا لمناقشة الكان بقوة وبجيل معروف مشكل من فوهامي وكريتيان والقدوري ووادو والرباطي وقابوس والسكتيوي وسفري ويوسف حجي والشماخ والعلودي وغيرهم، وكان خلال المباراة العلودي هو هداف المباراة بهاتريك، إلا أن الحضور الثاني لناميبيا كان هذه المرة على صعيد المنتخب المحلي في كأس الشان لعام 2018، وأمامه وصل ناميبيا لدور الربع لأول مرة في تارخه وواجه الاسود بانكسار بديهي بهدفي الكعبي والسعيدي، وبعدها يأتي القدر في ثالث مواجهة مفروض فيها أن تكون المنافسة على الفوز ضرورة حثمية لكل منتخب ولو أن المقارنات تبدو واضحة بين منتخب مغربي قوي أبرز نجومها تلعب بأوروبا مقارنة مع ناميبيا التي ينشط أكثريتها بجنوب إفريقيا. ولذلك لن يكون امام ناميبيا أي تساهل لملاقاة كل المنتخبات بنفس الشكل والصرامة، وستلعب بدون مركب نقص وسترسم طريق الحظ كما هو الشأن بالنسبة للثلاثي الآخر.
خمس سنوات من التكامل
وكان الناخب ريكاردو مانيتي قد أكد أن منتخب ناميبيا ظل حريصا على التوحد منذ خمس سنوات متجمعا فيها بسبعين في المائة من عناصره المعروفة سيما التي بلغت 30 عاما فما فوق وهم ستة لاعبين متواجدين في اللائحة والبقية كلها في العشرينيات وبتفاوتات متقاربة. وهذا التجمع الإستراتيجي، ربح منه الناخب العديد من الوجوه التي تلعب بجنوب الصحراء وبخاصة بجنوب افريقيا (10 لاعبين) وآخرين موزعين بين زامبيا ومصر وإنجلترا والمانيا واثيوبيا و9 لاعبا من بطولة ناميبيا. وهذا الكشكول الدولي لعب به في الادوار الاقصائية لسنوات 2013 و2015 و2017 لم يحصل على أي تأهل إلا من خلال هذه النسخة التي وضعته حثما بالمعجزة. وتظهر على المنتخب الناميبي علامات خاصة على المستوى التقني أولا في خصوصية تقوية الخط الدفاعي دون أن يسجل عليه بالكثرة ولو أن مباراة الفصل الأخير أمام زامبيا كانت هي الحلقة التي كسرت هذا الطموح بحصة كبيرة. ومع ذلك اعتبر خط الدفاع الحلقة الأضعف عندما سجل عليه سبعة أهداف من ست مباريات فيما اعتبر خط الهجوم الحلقة الأضعف كذلك بحكم أنه سجل خمسة أهداف من ست مباريات مقارنة مع منتخبات المجموعة. وفي كل الأحوال قد يكون للناخب ريكاردو أدواته الخاصة لمعالجة هذا الأمر سيما أنه سيواجه منتخبات أقوى هجوميا.
العبور الأول من ممر الأسود
ويراهن المنتخب الناميبي على إحداث المفاجأة الكبرى من أول محطة بحكم أنها أول الإشارات لرفع حظوظ التأهل. وأسود الأطلس في منظور المدرب منتخب محترم ومفروض أن يقف أمامه بكل القوى ليفوز عليه أولا لخلق المفاجأة الكبرى، وثانيا لزعزعة المجموعة والوقوف أمام البقية بنفس التوجهات. وكان مدرب ناميبيا قد عبر التحضيرات الاولية باختيار 11 لاعبا من دوري كوسافا الأخير والذين حضروا ثلاث مباريات أمام كل من الموزمبيق والمالاوي والسيشل، لينضموا مباشرة إلى 17 لاعبا كانوا قد استهلوا التحضيرات مسبقا ببريتوريا قبل التحول إلى دبي الإماراتية لإستكمال المعسكر بلقاء ودي أمام غانا يوم 9 يونيو قبل مواجهة منتخب لم يعرف إسمه بعد.
مواجهات المغرب وناميبيا عبر التاريخ
21 يناير 2008 بغانا: ناميبيا ــ المغرب: 1 ــ 5
28 يناير 2018 بالمغرب (كأس إفريقيا للمحليين): المغرب ــ ناميبيا: 2 ــ 0 ربع النهائي
البرنامج
الأحد 23 يونيو 2019
بملعب السلام: س15و30د: المغرب ـ ناميبيا