تتجه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بحس إستباقي إلى إشهار يوم وطني لتنمية كرة القدم، دافعها إلى ذلك ما كنت قد ناديت به قبل فترة وبخاصة لما عددت بعضا من الأوراش الي يجب أن ينكب عليها المكتب المديري للجامعة في النصف الثاني لولاية السيد فوزي لقجع وقد إكتملت الهياكل، من أن هناك حاجة لأن نضع لكرة القدم أساستها القانونية والرياضية والإستراتيجية لتلعب دورها كقاطرة تجر عربات الرياضة الوطنية ولتتمثل كل العناصر التي تجعلها محركا قويا من ضمن محركات التنمية الوطنية، ما يضمن لها إستدامة التطور.
كثيرة هي المشاتل التي تحتاج إلى صيانة أو إلى تحيين وأيضا إلى تقنين، إلا أن ما تمليه السياقات الزمنية ونحن نخلد مرور أربعين سنة على تتويج الفريق الوطني بأول وآخر كأس إفريقية للأمم بإثيوبيا بفضل جيل ذهبي وأسطوري قاده السي أحمد فرس متعه الله بالصحة والعافية، يفرض أن تنتبه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى ما يمثل روح المستقبل، الماضي التليد الذي أسس فيه عباقرة بعصامية كاملة وبنكران ذات لإنجاز كروي ما زال إلى اليوم تاجا فوق رؤوس المغاربة.
وقبل أن نعيد قراءة ما كان قبل أربعين سنة وقادنا لأول وآخر مرة إلى حمل الكأس الإفريقية، لنستوحي الدروس المغيبة، دروس النجاح والإبتكار والتفوق، لا بد وأن نتذكر أن هذا الإنجاز الفريد والتاريخي كان من صنع لاعبين تحدوا كثير من الظروف التي نتخفى وراءها كلما عجز جيل من الأجيال المتعاقبة على كرة القدم المغربية في صنع إنجاز شبيه بذاك الذي تحقق قبل أربعة عقود بإثيوبيا، هذا الجيل الذهبي الذي يمثل فخر الوطن هو بحاجة لأن نسأل عنه، لأن نعيد الإحتفاء به مرات ومرات، لأن نرفع عنه الغبن الإعلامي الذي يلازمه فلا يذكر إلا عندما يزف موعد كأس إفريقيا للأمم، إنه بحاجة لأن ينال من الجيل الحالي ومن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تحديدا ومن مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين ما يعيد إليه الإعتبار المفقود، فما كان المغاربة يوما متنكرين لأبناء خلدوا إسم المغرب وأعلوا شأنه ورايته في المحافل الدولية، وتفخر جريدة «المنتخب» أنها تمكنت بما تأتى لها من إمكانيات في إطار ليالي النجوم التي كانت تنظمها، من تجميع كل رموز ذاك الجيل الذهبي، عندما إحتفت في مشهد جد مؤثر بالرجل الذي كان يقف من الإنجاز موقف المهندس ومن كل لاعبي ذاك الجيل موقف الأب والمربي، إنه الناخب الوطني السابق المرحوم المهدي بلمجدوب.
بالتأكيد لو إستمعنا إلى نبض هذا الجيل الذي تفرد بالإنجاز التاريخي قبل أربعين سنة، لصدمنا لكم الآهات المكبوتة ولركام الإحباط المدفون في أنفس كريمة لا تسأل الناس إلحافا، ولعثرنا في مكنونات هؤلاء الرجال على جروح معنوية وخدوش نفسية رهيبة، فأبدا لا يستحق من كتبوا هذه الصفحات الذهبية في سجل كرة القدم أن يهملوا.
لا أستطيع أن أنقل ما سمعته حزينا ومتألما من صرخات استنكار ومن تأوهات مصدرها نزيف حاد، من نجوم ذاك الزمن وهم يواجهون  اليوم شظف العيش الذي يزيده التنكر لهم حدة، إلا أنني واثق من أن الجامعة ستتحرك باتجاههم لتزيل عنهم ما يحيط بهم من إحباط، فقد بات أكثرهم يظن أنه يعاقب من مجتمع كرة القدم على تهمة وحيدة هي أنهم أهدوا للكرة المغربية لقبها الإفريقي الوحيد.
كرة القدم المغربية تحتاج إلى من يرمم لها الذاكرة وإلى من يعيد كتابة التاريخ بالحرف والفعل، وإلى من يحترم الماضي بكل رموزه ودروسه ورجالاته، فلا حاضر ولا مستقبل لمن لا ماضي له.