• أتواصل مع الركراكي بإستمرار والأسود الأولمبيون سيفيدوننا
• راقبت كما هائلا من المحترفين بأوروبا وأعيني على المحليين دوما
• أكره الحديث عن إقناع اللاعبين وأهتم فقط بمن يعشق المغرب دون تردد

أعرب عصام الشرعي ربان الأولمبي المغربي، عن تفاؤله بخصوص مشاركة الفريق الوطني في كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة، في طريق بحثه لنيل بطاقة العبور لأولمبياد باريس، مشددا في حوار إنفرادي خص به «المنتخب» بأنه يواصل العمل مع الجيل الحالي من اللاعبين من أجل إسعاد الجمهور المغربي. 
ولم يترك الشرعي الفرصة تمر دون الحديث عن معسكر مارس الماضي، وحصيلة المباريات الودية التي خاضها  الفريق الوطني تحت إشرافه، قبل أن يكشف عن رأيه في طريقة عمله في ظل تواجد كم هائل من المحترفين المغاربة بأوروبا الحالمين بالإنضمام لصفوف الأولمبيين، ناهيك عن حرصه على التواصل مع الناخب الوطني وليد الركراكي، لما فيه من فائدة للكرة المغربية في الفترة المقبلة.

• المنتخب: الأولمبي المغربي خاض 3 مباريات ودية خلال شهر مارس الماضي، ضد كوت ديفوار والطوغو وأوزبكستان، كيف تقييم حصيلتها كربان مسؤول عن الفريق الوطني لأقل من 23 سنة؟
ــ عصام الشرعي: أظن بأنها حصيلة إيجابية، مردودنا التقني والبدني تحسن من مباراة لأخرى، وهدفنا لم يكن هو البحث عن النتائج، بل الوقوف على مؤهلات اللاعبين، خاصة وأن الوقت لم يكن متاحا أمامنا كثيرا من أجل متابعتهم مجتمعين يلعبون فيما بينهم. 
واجهنا كوت ديفوار والطوغو وأوزبكستان، وحاولت إجراء بعض التعديلات في مراكز اللعب، ومنحت الفرصة لمعظم  العناصر التي إستدعيت بهدف الوقوف على إمكانياتهم التقنية والبدنية، والحمد لله كل الأمور سارت بشكل جيد في إنتظار المرحلة المقبلة، والتي سنحاول من خلالها التألق في نهائيات كأس أمم إفريقيا المؤهلة لأولمبياد باريس، كي نعود للتواجد في الألعاب الأولمبية التي غاب عنها المغرب منذ سنة 2012.
• المنتخب: المنتخب المغربي يملك جيلا من اللاعبين المحترفين بأوروبا وآخرين بالمغرب، أكيد أن الحيرة ستنتابك وأنت تضع  اللائحة النهائية التي ستخوض كأس إفريقيا شهر يونيو المقبل؟
ــ عصام الشرعي: عندما تعاقدت مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قمت بمراقبة أكثر من  120 لاعبا مغربيا محترفا بأوروبا، ناهيك عن المحليين، والآن كونت قناعة بخصوص الأسماء التي سأشتغل معها، ما يجب أن يعرفه الناس هو أنه لا يمكن الإعتماد على بعض اللاعبين الذين ينشطون في نفس المركز، يجب أن يكون هناك توازن بين مختلف المراكز وهذا الأمر نشتغل عليه داخل الطاقم التقني من أجل تكوين جيل مغربي قادر على التألق في كأس إفريقيا، وضمان بطاقة العبور للألعاب الأولمبية التي ستقام بباريس. 
• المنتخب: كيف تعاملت مع ملفات اللاعبين أصحاب الجنسية المزودجة، بعدما رأينا عدة لاعبين ينشطون في أوروبا إنضموا مؤخرا لصفوف الأولمبي المغربي؟
ــ عصام الشرعي: كنت واضحا مع الجميع، ما يثيرني دوما هو منح الفرصة للاعب الواضح الذي يريد اللعب مع المغرب دون شروط، وثق بي لا أهتم بأي لاعب يريد اللعب على الحبلين، أو يضع المغرب في الصف الثاني، إنتهى ذاك الزمن الذي كنا نتحدث فيه عن إقناع اللاعبين باللعب لبلدهم الأصلي، لا أحب هذه الكلمة، من يريد اللعب للمغرب يجب أن يركض نحوه وليس  العكس. 
الحمد لله العناصر المغتربة التي تلعب معنا في الوقت الحالي، هي التي أظهرت رغبتها في اللعب معنا لما إحتجناها، وهذه هي السياسة التي نسير عليها، فلا يمكن لبلد حل رابعا في مونديال قطر، أن يستمر في إستجداء بعض اللاعبين من أجل أن يلعبوا معه، وهناك عناصر كثيرة تنتظر دورها. 
• المنتخب: لكن في الفترة الحالية، هناك كم هائل من اللاعبين المحترفين بسن أولمبية، ناهيك عن العناصر التي تلعب مع أسود الأطلس، هل تعتبر نفسك محظوظا بهذا الجيل؟
ــ عصام الشرعي: تواجد لاعبين كثر، يؤكد بأن العمل يكون دوما مضاعفا، ما ركزت عليه طيلة في الفترة الماضية، هو عدم ظلم أي لاعب، ومنح الفرصة داخل المنتخب الأولمبي لمن يستحقها. 
نعمل داخل طاقم تقني مسنجم، بحضور يوسف حجي وفهد الوركة، وهدفنا الأسمى هو قيادة المنتخب المغربي للتألق في كأس إفريقيا، وبعدها المشاركة في الأولمبياد.
• المنتخب: منذ حضورك للإشراف على الأولمبي المغربي، عانيت من ضيق الوقت، كيف سيكون برنامج المرحلة المقبلة من أجل التحضير لكأس إفريقيا بالمغرب؟
ــ عصام الشرعي: في يونيو المقبل سنخوض مباراتين وديتين، أمام منتخبين لن يشاركا في كأس إفريقيا، وستكون الفرصة مواتية لوضع اللمسات الأخيرة على المنتخب الذي سيشارك في «كان». 
وفي الوقت الحالي، أواصل العمل مع أعضاء الطاقم التقني، من أجل متابعة مردود كافة اللاعبين داخل المغرب وخارجه، حتى يتسنى لنا تكوين لائحة تضم لاعبين يمكن أن يتحملوا المسؤولية للدفاع عن حظوظنا في انتزاع اللقب القاري لدورة  تستضيفها بلادنا.
• المنتخب: في المعسكر التدريبي الأخير، قدمت لنا بعض الجواهر الرائعة من المغتربين، وهنا الحديث يجرني لأسماء مثل ريشاردسون والعزوزي ثم الوحادي وأيضا صيباري؟
ــ عصام الشرعي: كما تابع الجمهور المغربي، المعكسر السابق شهد حضورا جيدا للعناصر التي تحدثت عنها، وقبل ذلك يجب  التأكيد بأننا كنا نتابع الأسماء المذكورة لأشهر قبل دعوتها لصفوف المنتخب الأولمبي. 
فمثلا ريشاردسون كنت أتابعه مع لوهافر الفرنسي، الذي يضم في صفوفه عدة عناصر مغربية مثل كشطا الذي تعرض لكسر مؤخرا ونتمنى له الشفاء العاجل وترغالين أيضا، وعندما إقتنعت بمؤهلاته تواصلت معه كي يلعب معنا ولم يتردد في ذلك، شأنه في ذلك شان صيباري لاعب أيندهوفن ثم الواجدي من مولنبيك البلجيكي والعزوزي لاعب سان جيلواز البلجيكي.
• المنتخب: هذا الجيل الذي ظهر مع الأولمبي المغربي شهر مارس الماضي، سينضاف إليه العناصر التي إختارها وليد الركراكي مثل شادي رياض، بوشواري، الخنوس وأيوب عمراوي، صراحة لا تبدو الأمور سهلة أمامك عصام بتواجد هذا الكم الهائل من المحترفين؟
ــ عصام الشرعي: نحن داخل الطاقم التقني سنتحمل مسؤوليتنا كاملة، وعندما تنضم لنا العناصر التي إختارها وليد الركراكي ستختلف الأمور كثيرا، بإرتفاع حدة المنافسة، خاصة وأن عناصر مثل شادي رياض وبوشواري والخنوس وعمراوي، ورغم سنها الصغير، إستطاعت أن تلفت الأنظار مع أنديتها وحضورها معنا سيكون مفيدا لنا. 
• المنتخب: أكيد أن التواصل الحاصل بينك وبين وليد الركراكي، لم نشهده في علاقة مدربين سابقين للأولمبي المغربي وأسود الأطلس فيما مضى؟
ــ عصام الشرعي: الركراكي زميل محترم، وما قام به في مونديال قطر لوحده سيتحدث عنه لسنوات طويلة، التواصل قائم بيننا، فدون النظر إلى العناصر التي سنضمها من المنتخب الأول لمنتخب أقل من 23 سنة، فداخل المنتخب الأولمبي سنكون مطالبين بتجهيز اللاعبين للناخب الوطني وليد مستقبلا. 
• المنتخب: خلال التربص الأخير، قمت بتصعيد اللاعب فيصل المزياني للعب مع الأولمبيين في مركز الظهير الأيمن، واللاعب أظهر إمكانيات محترمة وقدرته على منافسة عمر لهلالي لاعب إسبانيول؟
ــ عصام الشرعي: فعلا المزياني إستطاع التأقلم بسرعة مع أجواء المنتخب الأولمبين، وسيكون منافسا قويا لزميله لهلالي لاعب إسباونيول، وأيضا هناك لاعب إتحاد تواركة هيثم منعوث الذي نتابعه بإستمرار، في الوقت الذي لا يجب أن نضيع حق أبناء البطولة الوطنية، خاصة العناصر التي تتطور وتجتهد من أجل تحقيق حلم اللعب للمنتخب المغربي. 
• المنتخب: وماذا عن الملاعب التي ستستضيف نهائيات كأس أمم أفريقيا، هل تم الحديث معك بخصوصها.
ــ عصام الشرعي: كان الحديث في بداية الأمر عن الرباط والدار البيضاء، لكن يظهر بأن مركب محمد الخامس قد يخضع لإصلاحات، هناك أيضا مراكش وطنجة، عموما لم يتم الحسم في الملاعب التي سنلعب فيها، ونحن جاهزون لرفع التحدي في أي ملعب سيتم إختياره لنا. 
• المنتخب: لكن لاعبي الأولمبي المغربي تعودوا كثيرا على مجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط؟
ــ عصام الشرعي: فعلا، ملعب الرباط قريب حتى لمركب محمد السادس لكرة القدم الذي نخوض فيه التداريب، سننتظر الملعبين اللذين سيتم إختيارهما، وأملنا كبير أن نحقق نتائج إيجابية أينما لعبنا، وأن تساهم الجماهير المغربية في دعمنا، فبحضور الجماهير المغربية ستتحفز العناصر الوطنية من أجل تحقيق أكبر عدد من الإنتصارات إن شاء الله. 
• المنتخب: لنتحدث الآن عن مركز حراسة المرمى، الذي إعتمدت فيه في المباريات الأخيرة على الثلاثي طه مريد وإلياس ماكو ثم نزيه أمجهد، نريد أن نعرف من هو الحارس الأساسي الذي تريد الإعتماد عليه؟
ــ عصام الشرعي: الإختيار ما زال مفتوحا، لم نحسم بعد في الحارس الأساسي، نملك حراسا مميزين، فبالإضافة إلى ماكو ومريد وأمجهد، هناك أيضا حارس سريع وادي زم رشيد غانيمي. 
حاولت الإعتماد على نظام المداورة في المعسكر التدريبي الأخير، لمنح الفرصة لكل حارس، فكما تعرفون الوقوف على إمكانيات الحراس يختلف عن اللاعبيين، لذلك أحرص رفقة مدرب الحراس البلجيكي لورون درايت على تتبع حراس البطولة والإشتغال معهم بشكل دائم داخل مركب محمد السادس لكرة القدم بسلا، كي نستفيد من أبرزهم في الوقت المناسب. 
• المنتخب: كلامك يؤكد بأن العمل مع الحراس يتم بشكل متواصل داخل مركب محمد السادس لكرة القدم؟
ــ عصام الشرعي: فعلا، لاننتظر مواعيد الفيفا كي نشتغل فقط مع حراس قادمين من أوروبا، نحرص على العمل أيضا مع المحليين طيلة العام، وهذا في حد إهتمام بما تزخر به البطولة في إطار العمل المتواصل الذي نقوم به، فبالإضافة إلى مراقبة أبناء المهجر بأوروبا نحرص على الإهتمام بالمحليين، كي لا يتعرض أي لاعب مجتهد للظلم كما قلت سابقا. 
• المنتخب: مع إقتراب موعد كأس أمم إفريقيا هل تشعر بأي نوع من الضغط لتحقيق التأهل لأولمبياد باريس ؟
ــ عصام الشرعي: أبدا ليس هناك أي ضغط، حضرنا المنتخب المغربي بشكل جيد، وسندخل المرحلة الأخيرة من التهييء في يونيو المقبل، على أمل أن نكون في أتم الجاهزية البدنية والنفسية، من أجل أن تكون هناك إستمراية للأفراح بعد النتائج الجيدة التي حققها المنتخب الأول في قطر، لذلك سيكون الأمر مثيرا بتحقيق التأهل لأولمبياد باريس بعد غياب منذ نسخة لندن 2012.