نفطي مدرب صبور أعرف عقليته وسيفيد الوداد كثيرا 

يواصل محمد بولديني شد الأنظار إليه في إسبانيا كواحد من أبرز المحترفين المغاربة في أوروبا، فمهاجم ليفانطي الإسباني، يواصل نيل إشادة الصحافة في الجارة الإيبيرية، بعدما بات واحدا من أبرز لاعبي الفريق الممثل الثاني لمدينة فالنسيا.
وفي حوار خص به «المنتخب»، تحدث صاحب (27 سنة)، عن حضوره في إسبانيا، وأحلامه المستقبلية في أوروبا، ثم رأيه في عدم حضوره بعرين «أسود الأطلس»، قبل أن يتحدث عن حظوظ منتخب المغرب، خلال الفترة المقبلة بعد تألقه في مونديال قطر، بالإضافة إلى العديد من المحاور التي تتعلق بمسيرته الكروية في الفترة القادمة.

• المنتخب: الإعلام الإسباني يعتبرك من ابرز الصفقات التي أبرمها ليفانطي، هل يسرك هذا الأمر، وكيف تعمل من أجل تجاور الغرور الذي قد يصيب أي لاعب؟
 ــ بولديني: هذا الأمر يسعدني كثيرا، ويجعلني فخورا كوني لاعب إنطلق من البطولة المغربية، لأتألق بأوروبا، فقد تركت إغراءت أندية الخليج العربي، وحملت حقائبي كي أحقق حلمي، وهذا كله بفضل الله.
صحيح الغرور قد يصيب أي لاعب، لكنني شخصيا أشتغل بتركيز، وأعرف أنني قادر على بلوغ الأهداف التي سطرتها منذ وقت طويل مادمت متواضعا، لذلك تجدني دوما أخوض تداريب إنفرادية سواء في قاعة تقوية العضلات، ولا أكتفي فقط بالتحضيرات مع زملائي اللاعبين داخل المجموعة.
• المنتخب: هل تريد البقاء  في إسبانيا لأطول مدة ممكنة؟
 ــ بولديني: فعلا، أريد البقاء في إسبانيا، وأطمح كي أواصل التألق في البطولة الإسبانية، فبعدما لعبت هذا الموسم في الدرجة الثانية، أطمح خوض تجربة اللعب في «الليغا» قريبا، يعني أريد تحقيق الصعود بأي طريقة، لا أتخيل أنني لن أحضر في الدرجة الأولى منع ليفانطي الموسم المقبل.
أريد أن تتاح لي فرصة اللعب في ملاعب البيرنابيو ونيوكامب، وملاعب أخرى كبيرة بإسبانيا، ومثلما حققت عدة أحلام، سأواصل العمل كي تراني الجماهير المغربية في الليغا إبتداء من الموسم القادم.
الأحلام في أوروبا تتحقق بسرعة، إذا إجتهد الإنسان، ومع التجربة التي خضتها، وتمكني من مغادرة البطولة نحو الإحتراف الأوروبي، أصبحت شخصيتي جد قوية، تعلمت الكثير، وأصبحت أعرف كيف أطور من مؤهلاتي بشكل يومي، لذلك أنا واثق كثيرا من قدرتي إن شاء الله على الصعود هذا الموسم إلى الليغا بأي ثمن.
• المنتخب: تظهر بأنك واثق من نفسك كثيرا؟
 ــ بولديني: عندما إنتقلت للعب بالبرتغال وحاليا بإسبانيا، وجدت نفسي أتبع نظاما غذائيا مفروضا من النادي، تحسنت على المستوى التكتيكي داخل الملعب، نظرا للعمل الدائم بتقنية تحليل الأداء بالفيديو، ثم الإستفادة من برنامج تقوية العضلات بحسب النقص الذي تعانيه في جسمك، كل هذا يتم بأمور علمية مضبوطة، لذلك لن يكون من خيار أمام أي لاعب كيفما كان أراد وصول القمة، سوى الإجتهاد والثقة بنفسه كي يلفت الأنظار، فكل شيء في الأندية الأوروبية، يكون في صالح اللاعب، الذي يكون ملزما بتأدية واجبه، وليس التفكير في راتبه الشهري متى سيستلمه، أو أشياء من هذا القبيل والتي تجعل مستوى اللاعب يضعف.
الأندية في أوروبا تستثمر في اللاعب بأفضل طريقة، وحمد لله عندما إحترفت ضادفت أشخاصا إستفدت منهم كثيرا وعرفت بأن كرة القدم الإحترافية، ليست فقط تداريبا، ولكن عمل متواصل وإنفتاح على الآخرين من أجل الإستفادة من تجاربهم. 
• المنتخب: غيب عن صفوف المنتخب المغربي، رغم تألقك في أوروبا، فلا خليلودزيتش ولا وليد الركراكي، منحاك فرصة اللعب مع منتخب المغرب، ما السبب حسب رأيك؟
 ــ بولديني: لا أريد أن أشغل نفسي كثيرا بمسألة اللعب للمنتخب المغربي، وأريدها أن تأتي لوحدها، كي لا أتأثر من الناحية النفسية، أنا لاعب أقوم بواجبي داخل فريقي، وإن لم تتح لي فرصة اللعب مع خليلودزيتش سابقا، قد تتاح لي مع وليد الركراكي، لذلك لا أعتقد أن يكون أمامي باب مسدود للوصول إلى الأسود.
• المنتخب: ألا تعتقد أن الأمر سيكون صعبا في ظل توهج مجموعة من المهاجمين؟
 ــ بولديني: المنافسة لا أخشاها مادمت أثق في نفسي، قد يكون صحيحا بأن التواجد قد يكون صعبا بعد تألق أسود الأطلس في مونديال قطر، لكنني عاقد العزم على بذل مجهود كبير في الفترة القادمة، كي أحقق حلم العودة للفريق الوطني، بعدما سبق لي وظهرت معه على عهد الناخب الوطني الزاكي بادو.
 لا أريد التنازل حلم الإنضمام لعرين أسود الأطلس، قد يقول بعض الناس، كي أن هذا اللاعب لم يحضر مع المنتخب المغربي في كأس العالم، ولم يخض كأس إفريقيا الأخيرة، ورغم ذلك يثق في نفسه للعب في الفترة المقبلة، لذلك أقول لهم بأن ماتعلمته في الإحتراف الأوروبي، يؤكد أن لاشيء مستحيل في كرة القدم، وبأن من يسعى وراء أي هدف يريد، سيعمل على تحقيقه طال الزمن أم قصر، أنا إنسان متفائل وإن شاء الله الأيام المقبلة ستكون أفضل من تلك التي سبقت، وسأواصل النضال حتى أتمكن من اللعب مع منتخب بلدي من جديد.
• المنتخب: تظهر واثقا من قدراتك ومعنوياتك جد مرتفعة؟
 ــ بولديني: الثقة تأتي من خلال الإحتكاك بلاعبين يمارسون على أعلى مستوى، لا أخفيك أنني تعلمت الإحتراف الحقيقي ما بين البرتغال وإسبانيا، فكيف يعيش اللاعب ويعتني بنفسه، لتقديم أداء جيد يتعلمه اللاعبون بأوروبا في سن صغيرة، ومع تقدمهم في فئات الأندية التي يمارسون فيها، يصبحون أكثر ثقة في النفس، لذلك حاولت أن أستفيد من كل المحطات التي مررت منها، كي يكون عطائي في المستوى، خاصة وأنني كلاعب أجنبي مطالب دوما بتقديم الإضافة وأن أظهر بمردود أفضل من العناصر المحلية.
تعلمت الكثير في إسبانيا، ومع ليفانطي أصبحت أكثر نضجا، وهذا الأمر أحسستت به منذ إول يوم إرتديت فيه قميص فريقي الحالي.
• المنتخب: هجوم المنتخب المغربي الحالي، ماذا ينقصه في نظرك؟
 ــ بولديني: سؤال صعب، هناك لاعبين في المستوى أتمنى لهم حظا موفقا مع المنتخب المغربي، مثل أي لاعب تتاح له الفرصة لحمل قميص منتخب بلدي، ويحرص على تشريفه.
أعتقد أن المنافسة ستشد في مرحلة مابعد المونديال إنطلاقا من مارس المقبل، بين عدة لاعبين، خاصة وأن الجميع سيحاول جاهدا إظهار كل مؤهلاته من أجل لفت أنظار الناخب الوطني الذي يراقب دون أدنى شك أكبر عدد من العناصر سواء بأوروبا أو بالمغرب من أجل دعم صفوف المنتخب المغربي. 
• المنتخب: الوداد شارك في كأس العالم للأندية لكن الحظ خانه ضد الهلال السعودي؟
 ــ بولديني: أحرص بين الفينة والأخرى على متابعة مباريات البطولة، وتتويج الوداد الرياضي بثنائية عصبة أبطال إفريقيا والبطولة، أكد فعلا أن مستوى الأندية الوطنية في إرتفاع.
للأسف الحظ خان الوداد بكأس العالم للأندية بالمغرب ضد الهلال السعودي والأهم بالنسبة لي هو أن ينجح بلدي في تقديم نسخة رائعة عن مونديال الأندية التي سيشهد حضور ريال مدريد الإسباني، الفريق الذي دائما ما يحضر لأي بلد وتتبعه هالة إعلامية كبيرة.
• المنتخب: هل تثق في قدرة التونسي مهدي النفطي على تحقيق أفضل النتائج مع الوداد الرياضي؟
 ــ بولديني: أعرف مهدي النفطي جيدا، فقد سبق وأشرف علي داخل ليفانطي، إنه مدرب صبور يتعامل مع اللاعبين بطريقة جيدة، أتمنى له التوفيق في المغرب، فهو عاشق لبلدنا كثيرا.
أتوقع أن ينجح مع الوداد الرياضي، فهو من نوعية المدربين الذين يسعون دوما لإكتشاف لاعبين جدد، ومنحهم فرصة الإبداع أكثر داخل الملعب، وثقوا لي سترون مستقبلا الوداد بشكل مختلف مع هذا المدرب، شريطة ان يتركوا له الوقت الكافي من أجل العمل.