أعرب الدولي المغربي جواد يميق، عن سعادته بعد الإنجاز التاريخي الذي حققه «أسود الأطلس» في مونديال قطر، مؤكدا بأنه لم يكن يتخيل أن تلفت كتيبة وليد الركراكي كل تلك الأنظار خلال مشاركتها في أضخم حدث كروي بالعالم، قبل أن يتواصل الإحتفال بلاعبي الفريق الوطني بعد الإستقبال التاريخي الذي تم تخصيصه لهم في القصر الملكي. 
يميق شدد في حوار حصري أجرته معه «المنتخب» على إرتفاع سقف أحلام جميع زملائه داخل المنتخب المغربي، موضحا بأن الوقت قد حان من أجل أن يجهز الجيل الحالي نفسه كي ينافس مستقبلا على لقب كأس أمم إفريقيا، بعدما أكد بأن العناصر التي أبدعت بقطر لن يتوقف طموحها دون أن تنافس على لقب كأس الأميرة السمراء. 
يميق الذي تم الإحتفاء به عقب إنجاز الأسود بمدينة خريبكة قبل سفره لإسبانيا من أجل الإنضمام لتداريب فريقه بلد الوليد، تحدث عن مواضيع مختلفة تهمه وتهم المنتخب المغربي، تكتشفونها في هذا الحوار. 

• المنتخب: بداية جواد، هل كنت تعتقد بأن المنتخب المغربي وقبل مشاركته في المونديال، سيصل لدور نصف النهاية وسيخلف المفاجأة بأضخم حدث كروي بالعالم ؟
ــ جواد يميق: سأكون كاذبا إن قلت لك، أنني كنت أتوقع أن المنتخب المغربي سيصل لدور نصف النهاية، لكنني كنت متأكدا أننا قادرين على التألق والوصول للدور الثاني، رغم صعوبة المنتخبات التي واجهناها في دور المجموعات. 
عندما تنظر للاعبين الذين إختارهم الناخب الوطني وليد الركراكي، لتمثيل المغرب، تجد بأن غالبيتهم يمارسون في كبريات الأندية الأوروبية، وسبق لهم أن واجهوا نفس اللاعبين الذين إلتقينا بهم في المونديال، لذلك لم تكن  هناك فوارق بيننا وبينهم.
عموما منذ القديم المنتخبات التي لا تصب في مصلحتها الترشيحات تحقق دوما مفاجآت، ومثل ذلك حصل مع المنتخب المغربي، الذي كان يقول العديد من المتابعين أنه سيخرج من الدور الأول، قبل أن يحدث العكس، وتتواصل مسيرة الفريق الوطني بكل نجاح في أضخم حدث كروي بالعالم كما ذكرت. 
• المنتخب: صنعت لنفسك مجدا خاصا بعدما كنت من بين الأسماء التي راهن عليها وليد الركراكي لتشريف القميص الوطني في المونديال، كيف تصف الحلم الذي عشته بقطر ؟
ــ جواد يميق: هو حلم تحول إلى حقيقة في نهاية المطاف، لحد الآن يمر بين أعيني السيناريو الذي عشناه في قطر، بعدما دخلنا التاريخ من أوسع أبوابه. 
شخصيا أنا سعيد لأني شرفت بلدي، وعائلتي ومدينتي، لذلك أشكر الناخب الوطني وليد الركراكي على الثقة التي منحني إياها، وأشكر معه كافة المغاربة الذين ساندونا طيلة مشوارنا في المونديال، فالجماهير المغربية صنعت الحدث بقطر، وكان من بين الأسباب التي ساهمت في تألقنا في تلك البلاد العربية، التي كان جمهورها في صفنا.
• المنتخب: كنت تدخل كبديل وتعمل على تبليل القميص الوطني بكل تفان، قبل أن تجد نفسك أساسيا مع مرور المباريات، كيف يمكنك أن تصف تلك اللحظات الرائعة التي عشتها جواد ؟
ــ جواد يميق: في حقيقة الأمر، وليد الركراكي لا يملك لاعبين أساسيين وآخرين بدلاء، يحفز الجميع بنفس الطريقة، ويحاول دوما أن يجعل أي لاعب يقدم أفضل ما يملك من مؤهلات، وعندما كنت أدخل ملاعب المونديال، كنت أحس بنفسي أملك طاقة متجددة، لذلك حرصت على ضرورة تشريف بلدي. 
وبخصوص حضوري كرسمي في المباريات الأخيرة، فقد كنت دائما أحاول  أن يكون مردودي البدني والتقني متشابها، قدمت كل أملك لمنتخب بلدي وهدفي كان هو مساعدة باقي زملائي في تحمل المسؤولية، كنت ألعب من أجل المجموعة وليس من أجل إسمي، حاولت جاهدا تطبيق تعلميات المدرب والطاقم التقني، خاصة وأن الطريقة التي لعبنا بها كانت تعتمد على التراجع للوراء، وهذا ماكان يجعل المدافعين في المحك، وهذا لايعني بأن باقي زملائي لم يقوموا بدورهم، فقد شاهدتم كيف كنا نبدأ الدفاع إنطلاقا من يوسف النصيري. 
• المنتخب: خلال مباراة المغرب والبرتغال، وأثناء تضييع المدافع پيپي لهدف محقق، قمت بوضع قبلة على رأسه وكأنه زميلك داخل الفريق في لقطة غزت مواقع التواصل الإجتماعي لماذا قمت بتلك الخطوة ؟
ــ اللقطة التي أهدر فيها المدافع پيپي ذلك الهدف في وقت قاتل، كنت قادرا فيها على فعل أي شيء، لم أتمالك نفسي حتى وجدتني أقبل رأسه، في مثل تلك اللحظات، إعتدنا كلاعبين أن نقبل رأس زميل يقوم بإنقاذ محاولة خطيرة، لكن في تلك اللحظة لم أحس بنفسي، لقد كان إحساسا رائعا وأنا أقاوم من أجل منتخب بلدي كي يبلغ لدور نصف النهاية، عشنا حلما جميلا ولم نرغب أين ينتهي، فخور بكل ما حققناه ونريد أن نواصل صناعة التاريخ إن شاء الله. 
• المنتخب: مع توالي المباريات في المونديال وإسقاط الخصوم الواحد تلو الآخر، كيف كنتم تتعاملون فيما بينكم كلاعبين  لتجاوز الضغط؟
ــ جواد يميق: من كثرة الإستمتاع بالإنتصارات التي كنا نحققها لم نكن نحس بضغوطات كثيرة، عندما تفوز وتشاهد المغاربة يحتفلون في مختلف المدن داخل أرض الوطن وخارجه وبأرض المونديال،  كنا نتحمس كلاعبين من أجل البحث عن إنتصار جديد، لذلك كنا نملك قوة كبيرة ونحن نواجه أي خصم لغاية مواجهة منتخب فرنسا في نصف النهاية، حيث عانينا من إصابات جعلتنا نعاني، لكن في مجمل القول أنا سعيد بالإنجاز الذي حققناه وجعلنا نحظى بإحترام العالم بأسره. 
• المنتخب: بعد بلوغ دور نصف النهاية في كأس العالم بقطر، كبرت طموحات المغاربة الذين أصبحوا يريدون من منتخبهم أن يتوج بكأس إفريقيا، ألا تعتبر الأمر ضغطا سابقا لأوانه؟
ــ جواد يميق: من حق الجمهور المغربي أن يطالب منتخب بلده بالفوز بكأس إفريقيا، فعندما تشاهد الفريق الوطني يصل لنصف نهائي كأس العالم، ماذا قد تنتظر منه أثناء مشاركته بـ«كان». 
شخصيا لا أستصغر أي منتخب سيشارك في كأس أمم إفريقيا التي ستقام بكوت ديفوار، لكن المنتخب المغربي ملزم أن ينافس بقوة على هذا اللقب، وأعتقد بأن الجيل الحالي الذي نملكه  له كامل المؤهلات من أجل الصعود لمنصة التتويج، فإذا كانت الجماهير المغربية قد وجدت لنا الأعذار بعد الخسارة ضد فرنسا في المربع الذهبي، فلا أظن بأنها ستكون في كامل الرضا في حال لم نحقق نتائج إيجابية في «كان» المقبل.